البيئية والاجتماعية والحوكمة

مقدمة

كلمة الرئيس التنفيذي

أعزاؤنا المساهمون، شركاؤنا والأطراف ذات الصلة، ومجتمع مجموعة أيبك،

يســرني أن أقــدم لكــم تقريرنــا الأول للاســتدامة، والــذي يمثــل علامــة بــارزة فــي رحلتنــا نحــو مســتقبل أكثــر مســؤولية واســتدامة، ووقفــة للتأمــل، والشــفافية، والمســاءلة فــي خضــم ســعينا لترســيخ مفهــوم التنميــة المســتدامة فــي مجموعــة أيبــك.

فـي عصـر يتسـم بتحديـات عالميـة غيـر مسـبوقة ووعـي متزايـد بمسـؤولياتنا البيئيـة والاجتماعيـة، يصبـح تبنـي الاسـتدامة ليـس مجـرد خيـار مؤسسـي بـل هـو ضـرورة اسـتراتيجية، وفـي ظـل مواجهتنـا لتحديـات عالـم سـريع التغيـر يصبـح أيضـاً نجاحنـا مرتبـط ارتباطـاً جوهريـاً بقدرتنـا علـى التكيـف والابتـكار والإسـهام بشـكل إيجابـي فـي المجتمـع الأوسـع.

فـي جوهـر جهودنـا لتحقيـق الاسـتدامة يكمـن نهـج شـامل يـدرك هـذا الترابـط القائـم بيـن المجتمـع والبيئـة والاقتصـاد، فمبـادرات الاسـتدامة تشـكل الأســاس لدعــم المجتمعــات وإعــادة توجيــه الاســتثمارات.

وهنـا نشـير للآثـار الاجتماعيـة الخطيـرة التـي يخلفهـا عـدوان الاحتـلال علـى أهلنـا فـي قطـاع غـزة مـع وجـود هـذا العـدد الكبيـر مـن الشـهداء والضحايـا والنـزوح المسـتمر والتأثيـر فـي حيـاة النـاس، ومـن ضمنهـم موظفـو مجموعـة أيبـك فـي قطـاع غـزة ونـزوح غالبيتهـم، واستشـهاد ثلاثـة مـن موظفينـا وعائلاتهـم منـذ بـدء العـدوان. وكجـزء مـن التـزام مجموعتنـا بمسـؤوليتها الاجتماعيـة تجـاه أهلنـا فـي غـزة، قدمـت أيبـك الدعـم للجهـود الإغاثيـة للحـد مـن آثـار هـذا الدمـار الإنسـاني الهائـل، حيـث قدمـت حوالـي مليـون دولار أمريكـي لدعـم أنشـطة المؤسسـات الإغاثيـة هنـاك، وهـي مسـتمرة فـي اعطـاء الأولويـة لاغاثـة شـعبنا فـي غـزة.

جوانـب الحوكمـة حاسـمة فـي تقييـم كيفيـة إدارة الشـركات لعملياتهـا فـي المناطـق المتأثـرة بالنـزاع. يشـمل ذلـك الالتـزام بالقوانيـن المحليـة والدوليـة، وممارسـات الأعمـال الأخلاقيـة، واحتـرام حقـوق الإنسـان.

بينما يكون التركيز الفوري خلال النزاعات غالبًا على القضايا الاجتماعية والحكومية، يمكن أن تكون الآثار البيئية أيضًا كبيرة. وقد يكون تدمير البنية التحتية، والتلوث، والضرر الذي يلحق بالنظم البيئية عواقب طويلة الأمد. وخلال العدوان تم تدمير جميع مستودعات وفروع شركات مجموعة أيبك في قطاع غزة المخصصة للغذاء والإمدادات الطبية بما في ذلك كميات كبيرة مخصصة للتبرع إلى قطاع غزة بسبب قصف الاحتلال العشوائي.

في سياق أوسع للاستثمار المستدام، تفكر مجموعة أيبك بشكل متزايد ليس فقط في العوائد المالية بل في التأثيرات على المجتمع والبيئة. وليس الغرض هنا من هذا التقرير فقط استعراض إنجازاتنا بل والوقوف على التحولات الأساسية في ممارساتنا للأعمال. وكذلك هو بمثابة إدراك منا أن التنمية المستدامة ليست مجرد اعتبار أخلاقي ولكنها عامل أساسي لنجاح الأعمال طويل الأمد. يلخص التقرير التزامنا بالمحافظة على البيئة والتأثير الاجتماعي والحكومة الأخلاقية – الأعمدة التي تشكل أساس هويتنا المؤسسية.

أتقدم بالشكر لكل عضو من أسرة مجموعة أيبك-موظفينا، وشركائنا، والطرف المعنية – على حقيقة التزامهم الثابت بهذه القضية. لقد كان تفانيكم مساهمًا في تشكيل روايتنا نحو الاستدامة، وكلّي ثقة بأننا سنواصل خطوات معنوية نحو مستقبل أكثر استدامة ومرونة.

المحتوى

تنشـر مجموعـة أيبـك تقاريـر الاسـتدامة علـى أسـاس سـنوي كجـزء مـن تقريرهـا السـنوي، وتشـمل تدريجيـًا جميـع الشـركات التابعـة لهـا وتعمـل نحـو تحقيـق أعلـى المعاييـر إنسـجامًا مـع المبـادرة العالميـة للتقاريـر

يغطـي أول تقريـر اسـتدامة لمجموعـة أيبـك الشـركة العربيـة الفلسـطينية للاسـتثمار (الشـركة القابضـة) والشـركات التابعـة: سـنيورة للصناعـات الغذائية-فلسـطين، Polonez، التوريـدات والخدمـات الطبية-فلسـطين، والشـركة الوطنيـة لصناعـة الألمنيـوم والبروفيلات-نابكـو.

جميع البيانات الواردة في هذا التقرير تنحصر في شركة أيبك كشركة قابضة والشركات التابعة المذكورة أعلاه فقط

لمزيد من المعلومات، يمكنكم الاتصال مع مديرة التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية في أيبك: السيدة منى القطب m.alqutob@apic.com.jo للإطلاع على نسخة تفاعلية من التقرير عبر الموقع sustainability.apic.ps أو مسح الرمز.

نهج الاستدامة

أظهرت أيبك نهجًا قويًا وشاملاً في الاستدامة منذ تأسيسها في العام 1994 بمبادرة مجموعة من رجال الأعمال العرب، وكان الهدف الأساسي توجيه الأموال والاستثمارات إلى فلسطين، لتعزيز التنمية المحلية وخلق فرص العمل. ينبع نهج الاستدامة في أيبك من الشعور بالمسؤولية والالتزام الحاسم، ويتجاوز مجرد الالتزام بالمعايير الدولية إلى التأكيد على الترابط بين النجاح الاقتصادي والحفاظ على البيئة والرفاه الاجتماعي، لتندمج الاستدامة ضمن

قيمها الأساسية. تنسجم أيبك مع البيئة التي تعمل بها وتسعى لبناء نموذج يُحتذى به في أفضل ممارسات الأعمال.

شاركت الشركة بشكل فعال في المبادرات الحديثة الصديقة للبيئة، مع التركيز على كفاءة استخدام الموارد، والحد من النفايات، ودمج مصادر الطاقة المتجددة في عملياتها. إضافة إلى التركيز الكبير على المسؤولية الاجتماعية، ليس على المستوى الداخلي فقط بل ضمن مجتمعاتها المحلية.

تستثمر أيبك بشكل كبير في موظفيها، وتجاوز متطلبات قوانين العمل من خلال توفير مزايا تفوق الممارسات القياسية المطبقة. كما تمنح الأولوية لممارسات العمل المتنوعة، والشاملة، والمشاركة المجتمعية. أيبك تؤمن بأن الحوكمة والأخلاقيات ضرورية لضمان الشفافية، والمساءلة، واتخاذ القرارات المنصفة على جميع مستويات المجموعة.